عقوبة تعاطي الحشيش في السعودية للاجانب تعد من القضايا القانونية التي تحظى باهتمام كبير في النظام السعودي، نظرًا لصرامة القوانين التي تهدف إلى حماية المجتمع من آفة المخدرات ومخاطرها المتعددة. حيث تتعامل الجهات القضائية بحزم مع قضايا التعاطي لضمان الردع والحفاظ على الأمن العام. وتختلف الأحكام بحسب ظروف كل قضية ومدى تورط الشخص الأجنبي فيها، مع مراعاة تطبيق الأنظمة وفق أسس قانونية دقيقة.
وهنا يأتي دور مكتب المحامي عبدالله الزهراني في تقديم الدعم القانوني والاستشارات المتخصصة للأجانب المتهمين في مثل هذه القضايا، لضمان حسن سير الإجراءات وحماية حقوقهم القانونية. فالتعامل مع هذه القضايا يتطلب محاميًا خبيرًا ملمًا بالأنظمة السعودية وإجراءات التقاضي لضمان أفضل النتائج الممكنة.
أنواع قضايا المخدرات والعقوبات المقررة لها في النظام السعودي
الحيازة بغرض التعاطي الشخصي
يقصد بها احتفاظ الفرد بالمخدرات لاستخدامه الشخصي فقط دون نية الاتجار أو البيع، وتُعتبر من القضايا التي تراعي فيها المحاكم الظروف الصحية والنفسية للمتهم. وتتراوح عقوبة حيازة المخدرات بقصد التعاطي لأول مرة ما بين ستة أشهر وسنتين سجنًا وفقًا لتقدير القاضي. كما قد يُحال المتهم إلى مركز علاج وتأهيل في حال ثبوت إدمانه بهدف إصلاحه وحمايته من العودة للجريمة.
الحيازة غير المحددة الغرض
تحدث هذه الحالة عندما يُضبط المتهم بحيازة مواد مخدرة دون أن تُحدد بوضوح نيته من الحيازة، سواء كانت للتعاطي أو الترويج. وهنا يتعامل القضاء مع القضية بحذر شديد، حيث تُفحص الأدلة والظروف المحيطة لتحديد التصنيف القانوني المناسب. وقد يؤدي غياب النية الواضحة إلى تخفيف التهمة أو إعادة تصنيفها حسب المعطيات المتوفرة.
الحيازة بقصد الترويج أو البيع
تُعد من أخطر صور الحيازة في النظام السعودي، لأنها تنطوي على نية واضحة في نشر المواد المخدرة بين الناس عبر البيع أو التوزيع أو الإهداء. ولذلك يفرض القانون السعودي عقوبات رادعة قد تصل إلى القتل تعزيرًا في الحالات الجسيمة. وقد تُخفف العقوبة في بعض الحالات إلى السجن مدة لا تقل عن 15 سنة مع الجلد بما لا يزيد عن 50 جلدة وغرامة مالية لا تقل عن 100,000 ريال.
الحيازة بدون نية استخدام
تُشير هذه الحالة إلى امتلاك أو نقل أو تخزين المواد المخدرة دون وجود نية للتعاطي أو الترويج، وغالبًا ما تُعد من الجرائم الخطيرة في النظام السعودي نظرًا لإمكانية استغلالها في أنشطة غير مشروعة. ويتعامل القانون معها بحزم لضمان ردع أي تصرف يُسهم في انتشار المخدرات. وتصل العقوبة إلى السجن من 5 إلى 15 سنة، إضافة إلى الجلد بما لا يزيد عن 50 جلدة وغرامة مالية من 1,000 إلى 50,000 ريال.
قضايا غسل الأموال المرتبطة بجرائم المخدرات
تتناول المادة (40) العقوبات المفروضة على غسل الأموال الناتجة عن تجارة المخدرات أو ترويجها، حيث تشمل السجن لمدة تتراوح بين ثلاث إلى عشر سنوات والجلد بما لا يزيد على خمسين جلدة في كل مرة، إضافة إلى غرامة مالية لا تقل عن 50,000 ريال سعودي. كما نصت المادة على تطبيق العقوبة الأشد في حال كان الفعل معاقباً عليه بموجب نظام آخر، وذلك لضمان الردع التام لهذه الجرائم المالية الخطيرة.
قضايا الأدوات والمعدات المستخدمة في المخدرات
يُعاقب القانون كل من يشارك في صنع أو بيع أو نقل الأدوات التي تُستخدم في زراعة أو إنتاج المواد المخدرة. ويُنظر إلى هذا الفعل كدعم غير مباشر لتجارة المخدرات مما يستوجب العقوبة الصارمة.
العقوبة على المشاركة أو الشروع في جرائم المخدرات
أكدت المادة (58) أن المشاركين في جرائم المخدرات سواء من خلال الاتفاق أو التحريض أو المساعدة يخضعون لنفس العقوبة المقررة للفاعل الأصلي، إيماناً بمبدأ المساواة في الجرم والعقوبة. أما في حالة الشروع في الجريمة، فقد نصت المادة (59) على أن العقوبة تكون السجن لمدة لا تتجاوز عشر سنوات أو غرامة مالية لا تزيد على خمسين ألف ريال، بينما في الجرائم الأخرى غير المنصوص عليها في المادة (38) تُخفض العقوبة إلى نصف الحد الأعلى للسجن أو الغرامة المقررة للجريمة التامة.
مراحل ودرجات الإدانة في قضايا المخدرات داخل النظام السعودي
التهمة الضعيفة في قضايا المخدرات
تُوجه التهمة الضعيفة إلى المتهم عندما تكون الأدلة المقدمة غير كافية أو يشوبها الشك، بحيث لا يمكن الجزم بارتكاب الجريمة بشكل قاطع. وفي هذه الحالة، يُمنح المتهم فرصة الدفاع عن نفسه وتقديم ما يثبت براءته، وقد يؤدي ضعف التهمة إلى تخفيف العقوبة أو إسقاطها تمامًا.
التهمة القوية في قضايا المخدرات
تُعتبر التهمة قوية عندما تتوافر أدلة قوية ومباشرة تثبت تورط المتهم في جريمة المخدرات، سواء من خلال الحيازة أو الترويج أو التهريب. ويأخذ القضاء السعودي بهذه الأدلة كأساس لإدانة المتهم وتوقيع العقوبة المقررة في النظام، مع مراعاة نية الفعل وملابساته.
الإدانة وعدم الإدانة (البراءة)
الإدانة تعني ثبوت ارتكاب الجريمة على المتهم بناءً على أدلة قاطعة لا يرقى إليها الشك، ويتم حينها الحكم عليه بالعقوبة المناسبة وفق النظام. أما عدم الإدانة، فهي تعني ثبوت البراءة نتيجة عدم كفاية الأدلة أو انتفاء القصد الجنائي، مما يؤدي إلى تبرئة المتهم وإخلاء سبيله بشكل قانوني.
الظروف المشددة التي تستوجب تغليظ العقوبة في جرائم المخدرات
حدد النظام السعودي مجموعة من الحالات التي تُعتبر ظروفًا مشددة في جرائم الاتجار والترويج بالمخدرات وتستوجب عقوبات أشد، وتشمل ما يلي:
- استخدام مواد شديدة الخطورة مثل الهيروين أو الكوكايين أو ما يماثلهما في التأثير.
- قيام الجاني بتهيئة أو إدارة مكان لتعاطي المواد المخدرة أو المؤثرات العقلية بمقابل مادي أو بدون.
- استغلال القُصّر أو من هم تحت رعاية الجاني في تنفيذ الجريمة.
- وقوع الجريمة ضمن الحالات المشددة الواردة في المادة (37) من نظام مكافحة المخدرات.
- ارتكاب الجريمة داخل المساجد أو في دور التعليم أو المؤسسات الإصلاحية
الاسئلة الشائعة
ما الفرق بين الترويج والاتجار في المخدرات؟
يُعرف الترويج بأنه نقل أو توزيع المواد المخدرة بقصد نشرها، حتى دون تحقيق ربح، بينما يُقصد بالاتجار القيام بعمليات البيع والشراء بهدف الكسب المالي. ويُعتبر كلا الفعلين من الجرائم الكبيرة التي توجب التوقيف والعقاب. ويعكس النظام السعودي تشديده على هذه الجرائم لما لها من أثر مدمر على أمن المجتمع واستقراره.
ما الجزاء المترتب على من يُضبط بحوزته مواد مخدرة دون نية التعاطي أو الترويج؟
يعاقب النظام السعودي من يضبط بحوزته مواد مخدرة دون قصد الاتجار أو الترويج أو التعاطي بالسجن من سنتين إلى خمس سنوات، مع الجلد بما لا يزيد عن خمسين جلدة في كل مرة، وغرامة مالية لا تقل عن ثلاثة آلاف ريال ولا تتجاوز ثلاثين ألف ريال. وتهدف هذه العقوبة إلى الحد من تداول المواد المخدرة والاحتفاظ بها دون مبرر قانوني، حمايةً للمجتمع من أخطارها.
هل العفو الملكي يشمل جميع قضايا المخدرات؟
ليس بالضرورة، فالعفو الملكي قد يطبق على بعض القضايا البسيطة مثل عقوبة حيازة المخدرات بقصد التعاطي لأول مرة أو الحيازة المحدودة، لكنه لا يشمل الجرائم الجسيمة كتهريب المخدرات أو ترويجها أو تصنيعها ولا يمتد كذلك إلى من سبق أن شملهم العفو أو من صدرت بحقهم استثناءات خاصة في أوامر العفو الملكي.
كيف تتعامل الجهات القضائية مع عقوبة تعاطي الحشيش للمرة الثانية؟
إذا أعاد الشخص ارتكاب الجريمة بعد صدور حكم سابق، فإن العقوبة تُشدد تلقائيًا، إذ قد تصل إلى السجن لمدة عامين، وفي حال كان المتهم غير سعودي يُبعد عن المملكة بعد تنفيذ العقوبة ولا يُسمح له بالعودة إلا وفق استثناءات الحج والعمرة.
ما هي أسباب البراءة في قضايا المخدرات في السعودية؟
يحكم القاضي بالبراءة عندما يثبت أن الجريمة تفتقر إلى أحد أركانها الأساسية، كعدم وجود دليل مادي على الحيازة أو انعدام القصد الجنائي. كما يمكن صرف النظر عن القضية إذا تبيّن أن المادة المضبوطة ليست مخدرة أو أن الحيازة تمت دون علم المتهم أو نتيجة إكراه.
ما عقوبة التستر على متعاطي المخدرات في السعودية؟
يُعد التستر على متعاطي المخدرات جريمة يعاقب عليها النظام لما فيها من إخفاء للحقائق ومساعدة ضمنية على استمرار التعاطي. وتتنوع العقوبة بحسب ملابسات كل حالة، لكنها غالبًا تتراوح بين السجن من 15 يومًا إلى 3 أشهر، وقد تصل في بعض الحالات إلى 6 أشهر كحد أقصى وفق تقدير المحكمة.
هل تُعد قضايا التعاطي سوابق جنائية؟
لا، فقضايا التعاطي للاستخدام الشخصي لا تُسجل كسوابق جنائية ولا تظهر في الصحيفة الجنائية، طالما لم يكن الهدف منها الاتجار أو الترويج، ويُعامل المتعاطي على أنه بحاجة للعلاج أكثر من العقاب.
ماذا يحدث إذا عاد المتهم لارتكاب الجريمة أثناء وقف تنفيذ العقوبة؟
في حال تكرار الجريمة خلال ثلاث سنوات من تاريخ وقف التنفيذ، يُلغى قرار الإيقاف تلقائيًا وتنفذ العقوبة السابقة إضافة إلى العقوبة الجديدة، باعتبار المتهم قد خالف الثقة التي منحتها له المحكمة.
ومتى يسقط أثر الحكم الموقوف نهائيًا؟
إذا انتهت مدة الإيقاف دون ارتكاب أي جريمة جديدة، يُعتبر الحكم كأنه لم يكن، وتُزال جميع آثاره من السجلات العدلية ويُعامل المحكوم عليه كمواطن خالٍ من السوابق.
هل يمكن استبدال العقوبة بالعلاج من الإدمان؟
بالفعل، يتيح النظام السعودي للمحكمة تحويل المدمن إلى مصحة علاجية بدلاً من السجن، وفق المادة (43)، وتُشرف لجنة مختصة تضم ممثلين من وزارتي الداخلية والصحة على متابعة العلاج والتأكد من التزام المريض بالبرنامج التأهيلي حتى شفائه.



